OFFSTONE | JUNE 2021 | FKP USIM
46 وتهدف هذه المقالة إلى رصد أبرز أشكال الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحافة الفلسطينية، وانع كاس ذلك على حرية عملها، حيث يوضح محمود خليفة ( 2015 ) في كتابه الإعلام الفلسطيني النشأة والتطور أن الصحافة الفلسطينية واجهت منذ عام 1967 حتى عام 1994 الكثير من العراقيل والقيود المشددة، كالقتل، والإبعاد، والإغلاق، ومنع النشر، وفرض الإقامة الجبرية. كما أن الم ركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عمل على توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين منذ عام 2000 م وحتى عام 2020 م حيث وثق المركز قيام الاحتلال الإسرائيلي بقتل 23 صحفيا، منهم صحفيين أجنبيين، وتعرض 976 صحفي آخر للإصابة بأعيرة ناريه، وتعرض 402 صحفي إلى الضرب والاهانة، كما تعرض 535 صحفي إلى الاعتقال والاحتجاز، وتم رصد 233 حاله منع فيها الصحفيين من ممارسه عملهم، ورصد 115 عملية مصادره لبطاقات صحفية وأجهزه ومعدات، وسجل أيضا 144 حالة تعرضت فيها المقرات الصحفية للقصف أو المداهمة والعبث بالمحتويات والإغلاق، ورصد منع 16 صحفي من السفر، وتنفيذ 50 عملية مداهمة لمنازل صحفيين، وفي عام 2020 رصد حجب أكثر من 65 صفحة إعلامية فلسطينية وحسابات تابعة لصحفيين فلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي بضغط مباشر من الاحتلال الإسرائيلي، علما بأن هناك المئات من الانتهاكات الأخرى غير الموثقة. مخالفات متكررة للقانون الدولي إن كل ما سبق من أحداث موثقة يوضح ها الدكتور علاء محمد ( 2010 ) في كتابه الحماية الدولية للصحفيين أثناء النزاعات الدولية المسلحة يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني وللمادة ( 79 ) من بروتوكول الملحق الأ ول لا تفاقيات جنيف الذي يعتبر الصحفيين في مناطق النزاع مدنيين يجب حمايتهم، وقد أكد أيضا الفقه ا لإسلامي بوضوح وجوب اقتصار القتال في مناطق النزاع على المقاتلين، وهذا ما ورد دليله في كتاب وأجمعت السنة على ضمان أن يتمتع النساء، والأطفال، والمسلمون، والرهبان، والعسف بالحصانة، البدر المنير ،الجزء السابع، كتاب السير، الحديث رقم 24 أنه ورد في مسند الإمام أ حمد في لفظ النسائي عن رباح بن ربيع "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوه فمر بامرأة مقتولة والناس عليها، ففرجوا له فقال ما كانت هذه تقاتل، إلحق خالدا فقل له: لا تقتل ذريه ولا عسيفا"، والعسيف هم أُجراء يستخدمون للقيام بأعمال غير قتالية "مثل رعاية الح يوانات قديما" وبالقياس على التشريع الإسلامي يناظر هؤلاء اليوم مثلا الفرق الطبية والمراسلون الصحفيون الحربيون العاملين في مناطق النزاع، فالإسلام حفظ لهؤلاء الصحفيين حقوقهم في الحماية أثناء النزاع. فما سبق من انتهاكات يعد أحد العوامل المؤثرة على الصحفيين وعلى بيئة العمل، فالجرائم السابقة جميعها تصنف إعلامياً وفق ال صعوبات المهنية التي تؤثر على عمل الصحافة، وأقوى هذه الانعكاسات هو تأثير الانتهاكات التي تفضي لقتل الصحفي وما ينتجه هذا الفعل من ضغوط نفسية وصحية على زملاء العمل، وتبقي بعض الانتهاكات حياة الصحفي معرضة للخطر مثل إطلاق النار تجاه الصحفيين، وما ينتج عنها من حالات إصابات وقتل، فاستهداف الصحفيين جسديا رغم وجود الشارات المميزة التي تؤكد على طبيعة عملهم، يعطي مؤشرا على أنه لدي جنود الاحتلال أوامر بإيقاع خسائر بشرية في صفوف الصحفيين لردعهم عن تغطية جر ائم الاحتلال، وتولد الانتهاكات شعور لدى الصحفي بعدم الاستقرار الوظيفي نتيجة إغلاق المقرات، والمنع من العمل، ومصادرة المعدات، كما تمثل الانتهاكات المتعلقة بمحاربة صفحات الصحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي وإغلاق المقرات ومنع النشر، والانتهاكات المتعلقة با لاعتقال والاحتجاز تمثل نوعا من أنواع تقليص هامش الحرية في التعبير، ولا نغفل أيضا الضغوط الجسدية والنفسية الناتجة عن حالات الضرب والاعتقال وانتهاك الكرامة الإنسانية. مشقة مهنة تتوارثها الأجيال كل ما سبق هي عوامل مؤثرة في الأداء الصحفي فعلى مدى أكثر من 70 عاما من تاريخ الصراع أصبح جيل الصحفيين يسلم جيلا آخر مهنة الحقيقة والمتاعب التي يهدد صاحبها بدفع الثمن الذي قد يصل لفقدانه حياته نتيجة انتهاكات الاحتلال، فالاحتلال يعمل بجهود
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy NzMyMDE=