MAJALAH AL-HIKMAH EDISI 8 | 2020
8 ْ م ُ وه ُ م ُ ت ْ ع َ ط َ أ ْ م ُ ناك ِ إ َ ون ُ ك ِ ر ْ ش ُ م َ ل } 3 وكذلك قوله تعالى: { سَبّحّ اسْمَ رَبّكَ الَْْعْلَى " أي سبح ربك الأعلى } وغير ذلك من الآيَّت. وهكذا أثبت الباقلاني أنكثيرا من الأسماء هي نفس المسميات وأن الاسم ه و المسمى وأنه غير التسمية، وكذلك يرد الباقلاني على من اعترض بأنه لوكان الاسم هو المسمى لكان من قال: "نار" احترق فاه ومن قال: "زيد" وجد زيدا في فيه لأن اسم النار واسم زيد في فيه، ذهب الباقلاني إ لى الق ول الموجود في الفم باسم زيد واسم النار إنما هو تسمية ودلالة على الاسم. ويقسم الباقلاني أسماء الله تعالىكما فعل أستاذه الأشعري إلى قسمي 4 ، فقسم منها هو هو تعالى إذا كان اسما عائدا إلى صفة ذاتككونه موجودا وقديما وشيئا وذاتا واحدا ومغايرا لما غاير و خلافا لما خالف وغير ذلك من الأسماء الراجعة إلى صفة ذاته تعالى والاسم الآخر هو لله سبحانه وتعالى وهو الصفة ا اصلة له وهو كذلك على قسمي: إما أن يكون صفة ذات أو صفة فعل 5 ، فإنكان الاسم يرجع إلى ذات مثل: العلم والقدرة وا ياة والإرادة وغيرها من صفات ذات فإنه ا كما يقول الباقلاني : أسماء له ولا يقال هي غيره وذلك لاستحالة مفارقتهما له على بعض وجوه المفارقات الموجبة للغيرية. وتلك الأسماء تماما كصفاته المعنوية، ولا يقال هي هو ولا هي غيره، وأما أسماؤه الراجعة إلى إثبات صفة من صفات فعله ككونه عادلا ومحسنا ومحييا ومم يتا فهي غيره لأنه قدكان موجودا متقدما عليها ومع عدمها 6 ، وفي ضوء ذلك يوضح الباقلاني ، رأي أستاذه الأشعري بأن صفات الباري هي ذاته ولا هي غيره، لا يقال هي من الله ولا هي من غيره إذ الاسم هو المسمى فذات الباري مسماة . بأسماء عالم، قادر، بصير، سميع، إذن فلا تفر قة بي الاسم والمسمى وكذلك موصوفة بصفات العلم والقدرة وغيرها. فلا تكون ذات الباري العلم أو القدرة أو ا ياة لأن تسميته هي من قوله، وكلامه من صفات نفسه كسائر الصفات الذاتية ، فوجب أن نقول إنها كلام له. كذلك أنكر الباقلاني : أن تكون أسماء مشتركة بينه وبي خلق ه لأن أسماءه ه ي نفس أو صفة تتعلق بنفسه ونفس الباري وصفات نفسه لا يجوز أن تكون مشتركة بينه وبي خلقه إلا أن التسمية التي ري عليه تعالى والتي يدل بها على اسمه يجوز أن يجري بعضها على خلقه ليدل بها على أن ل لخلق أسماء هي هم أوصاف تعلقت بهم مثل عالم، قادر، سمي ع، بصير، متكلم، مريد، خالق، رازق. ومنها تسمي ات لا يجوز أن ري إلا على الله سبحانه وتعالى مثل قولنا: "الله، الرحمن، الإله، ا الق، المبدع" ونحو ذ لك مما لا يجوز إجراؤه على ا لق ه. 3 . سورة الْنعام. الآية 121 4 . 227 الباقلاني، التمهيد، ص 5 . 229 الباقلاني، التمهيد، ص 6 المصدر السابق، الصفحة نفسها.
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy NzMyMDE=